الأربعاء، 26 أغسطس 2009

دقـــائق وثـــواني!!



دوما ما يمتد بصر الإنسان ليبلغ أقصى بعد ممكن من النظر إلى الدنيا
فيستبعد تماما فكرة الرحيل بعد ثواني معدودة أودقائق يسيرة

يفكر..ويعلم جيدا أنه سيموت
ولكن في يوم من الأيام
لا يحب أبدا أن يظلل فكره بأسطورة سنموت في أي وقت

تعالوا لنرى ما حدث بالأمس:

اجتمعت مع صديقاتي في روضة من رياض الجنة..وبعد أن أنهينا الحديث..ذهبت كل منا في طريقها..,
وذهبت أنا وصديقتي في طريقنا
مشينا كثيراً..وتبادلنا أطراف الحديث عن لوازم شنط رمضان التي لم تكتمل بعد..,
ولكن يقطع حوارنا حيناً نساء جالسون أمام بيوتهم فنلقي عليهم السلام
ثم نكمل
حتى وصلنا إلى مكان قريب من بيتنا..
فتوقفت صديقتي وأخبرتني بأن هناك بيت لم يساهم في أموال الشنط

فعدنا لنذهب إليه ..وكانت في عودتنا عبر

مشينا..حتى وصلنا إلى الشارع الذي يقطن فيه هذا البيت

..

..

ودخلنا الشارع

..

..

وبدأنا نمشي داخله..على جانبه الأيمن

في نفس الوقت..كنا نحسب"رز..مكرونة...إلخ"

وفجأة

سمعنا صوت ركض قويّ خلفي

لم أركز أبداً..ولكني ظننت أن خلفي طفل يركض بقوة

كل ما تعجبت له أنني أحسست أنه باتجاهي مباشرة..والشارع كبير

تزداد قوة الركض..ويقترب صوته أكثر من أذني

وكلما اقترب كلما شعرت أنه خلفي تماما

حتى..



دفعتني صديقتي بقوة بجوار الحائط

فقد كان الراكض"حصانا ذو لون بني..شكله جميل" ولكن تهوره أفقده جماله

بدأ يركض بشكل غير طبيعي

بينما وقفت أنا وصديقتي..فضحكنا حيث أننا لم نستوعب أنه كاد يودي بحياتي

تسمرنا مكاننا..لم أقل إلا الله أكبر

ولكن لم ينتهي الأمر بعد

بل توقف الحصان على بعد أمتار منا..وهاج بشكل مخيف

حلت بنا سينكة غريبة

قلت لها: ما الحل؟؟
قالت:تعالي فلنلتصق بالحائط فإنه سيعود من جوارنا
قلت لها: هو غائب عن وعيه وقد يركلنا
قالت: ما العمل؟

نظرت نظرة سريعة على المكان من حولي

فإذا بكل الأبواب مُغَلَّقَة...لا مفر

إلا

عامود نور..المسافة بينه وبين الحائط صغيرة

ظننت أنه لن يستطيع المرور منه


سحبتها بسرعة على الجانب الأيسر..والتزمنا الصمت خلف عامود النور

حتى سار من جانبنا وخرج من الشارع ليقبض عليه صاحبه

وتركنا نحن واقفون..صامتون..تنظر كل منا إلى الآخرى وهي تضحك

سبحان الله

فقد كانت خطتي..أن أذهب إلى هذا البيت..ثم نعود معاً إلى بيتنا لنكمل الحساب
ثم نتصل بالرجل التاجر ليبعث لنا المواد الغذائية
ثم...وثم...وثم....وبعد التراويح سنفعل ونفعل ونفعل!!!

ولكن لم أضع من ضمنهم أن حياتي قد تنتهي قبل أن أنجز أعمال اليوم

**

رحل الحصان إلى بيته..,ربما يكون نائماً الآن..أو هائجاً
وربما هدأ أيضاً

ولكن صورته لم ولن ترحل
فقد حفرت مكاناً كبيراً في الذاكرة..سيبعث لي رسائل تذكير كل حين
حتى أعلم أن الموت أول مهمة يجب أن تُنجز

دمتم سالمين
وكل عام وأنتم بخير
وأسأل الله أن يتقبل صيامكم وقيامكم وأن يكتب لكم العتق من النار وأن يبلغكم ليلة القدر

ما رأيكم أن نرفع شعار طوال الشهر"فليقل خيراً أو ليصمت"؟

هناك 5 تعليقات:

ومازلتُ أتعلم يقول...

ازيك ياقمر
دمتى سالمة ياحبيبتى من كل شر
وكل رمضان وانتى بخير

آلاء إبـراهيـم يقول...

شفتى كنت هخلص منك فى ثوانى ازاى؟؟

عقبال ما الحصان يخدك فى وشه المره الجايه..

ساعتها هبقى ادخل اكتب وصيتك فى مدونتك..

لالالالا

أوعى تفهمى كلامى غلط

ربنا يخليكِ لينا يارب دايما

صاحبة هدف يقول...

ومازلت أتعلم:

بخير الحمد لله..ويارب تكوني بخير

صاحبة هدف يقول...

مسلمة من أرض المشرق:

أكيد هترتاحي طبعا

متخافيش..فهتمك صح

وكل سنة وإنتي طيبة

عمرو الشاعر يقول...

حمدا لله الذى نجاك أختنا و خاطرة وقع أثرها فى النفس حقا فبارك الله فيك