الأربعاء، 19 نوفمبر 2008

كــأس..لا مــذاق له


ذو مظهر جذاب يتميز عن باقي أقرانِه ببريق لونه الفريد ورونق خاص يضفي عليه جمالا عجيب,
تحملق فيه أنظار الرائح والغادي..فيكاد ينكسر من شدة الإعجاب به!!

بادر أحدهم باقتناء هذا الكأس والذي توهم بأنه تحفة فنية نادرة الوجود..ثم نزع الغطاء سريعا
ليتذوق ما بداخل الكأس..فإذا بمــرارة تشبه طعم الخل.تدقدق في فمه

بالبطبع توجه المسكين إلى دورة المياه..ليفرغ ما بفمه هناك..ثم يعود وخلفه أذيال الخيبة
التي خيبت ظنه في ذلك الكأس الفريد
ليكتب ( كـــأس..لا مــذاق له)

- كثير في هذه الحقبة التاريخية يظهر متألقا في بعض الأدوار التي تضفي عليه شكلا جديدا وفكرا وعقلا رشيدا
فينبهرغيره بمظهره الخارجي,وطريقة الأداء,وأسلوب الكتابة,والإلقاء الإرتجالي..!!

ليبقى سؤال يطرح نفسه... ( مــن أنت أمـــام نفسك ؟!!)

أخي الفاضل \ أختي الفاضلة:
كم منا من عانقت أحلامه رؤوس القمم..وكم منا من استيقظ على بداية المشوار الحقيقي
وأول خطوة يخطوها في سبيل ذلك الحلم الجميل,
وكم منا من التف حوله المحبون لينالوا منه بعض الدقائق في حديث شخصي..

لكن..بعد تلك السعادة الغامرة وانصراف الأحباب..يبقى ذلك المتألق كالقمر ليلة تمامه وسط تلك
الظلمة الحالكة... فيشعر بأنها بدأت تتغلغل داخل هذا القمر
ليُصاب بوخزة شديدة داخلية..تعبر عن معنى الألم والذي له صوت غير مسموع,

فقد شعر صاحبنا بأنه" شمعة" تحرق نفسها في سبيل إرشاد غيرها..
من هنا كان الخطــأ...

فأي معنى ذلك..بأن يحمل الإنسان رسالته إلى غيره..وهو مازال في حاجة إلى رسالة يغرس أصولها في أعماق قلبه..
كم ألهت تلك الأدوار البعض وليس الأغلب عن إسقاء نفسه
الشراب الحلو الذي يتذوقه مُحِبُّوه منه..بينما فشل هو في إسقائه لنفسه..!!

أرشد غيره حيث الهدوء والسكينة والراحة التامة..بينما بقيَ هو في زورق تلعب به الأمواج
يمينا ويسارا..في انتظار المرسى..!!

فأي طريق هذا وأى رسالة تلك؟!!

__ نحن نريد السراج الذي يشع ضوءا حوله لكن شدة الضوء في الحقيقة تنبع منه..ثم تبث أشعتها
فيمن حولها... تلك هي النظرية السليمة

فالكأس الذي يحوي مذاقا مرا..قد يتمثل في بعض الحالات المعاصرة فيمن نراهم حولنا
إذ بهم من الخارج لون مبهر وتألق متفرد..بينما في لحظة قربك لترتطم بهذه الكؤوس..إذ بها
كؤوس خاوية..وغيرها ذات مذاق مر..فشل صانعها في تحبيك ذاك الطعم المطلوب

فإياكم وهذه الكؤوس..
لا نريدكم ذوي مظاهر خلابة تلفت الجميع..بل نريدكم أولا لأنفسكم بُنّاءا ثم لمن حولكم رُشّاد
وليست الأهمية هي نظرة الناس لأشخاصنا..لكن الأهمية العظمى هي عينك والسماء والسؤال"
رِضَاك يارب..تحقق؟؟"




كـــن سراجا كـــن قمر..كـــن كمــا الله أمـــر



هناك 5 تعليقات:

محمد بن جمال الياسرجى يقول...

فعلا نحن نحتاج السراج

kh يقول...

بكل بساطه وبدون تعقيد رااااااااااااااائع


أرجو التواصل معى على مدونتى

http://successka.blogspot.com/

أ / أحمد عبد المنعم يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك وفى قلمك
كلمات تنم عن خبرة جميلة بالحياة
تبدأ تنظر الحياة بمنظار جديد
منظار الحقيقة لا الزيف البراق
لا يستهويها بارق لامع إلا ما كان شمسا حقيقية
لا تجعلى الزيف يؤلمك فكم من زيف بدا حقيقة .
ولا تخلو الحياة من البريق الحقيقى والشموس الساطعة وعلاماتها انا لا تخمد ليلا أو نهارا فهى مشرقة فى كل مكان تدور في فلكه .

تسنيم محمود حسين يقول...

السلام عليكم

ازيك ياشيماء
ماشاء الله الموضوع أكثر من رائع.....
فعلا نحن لابد أن نكون كما الله يريد لا كما الناس تريد.....

والسلام عليكم

Unknown يقول...

جزيتى خيرا اختى الكريمه ...بارك الله فيك

الى المزيد من ابداعاتك