حينما تنزل إلى الشارع وتنظر إلى الناس بعين المقارنة..تختلف نظراتك لهم و تقييماتك لكل منهم ..هناك من تنظر إليه فتهمس لك نفسك : هذا رجل محترم وهناك من تقع عينك عليه : فتقول لا هدف له..بل يكاد ينسى أين هو؟؟ وإلى أي مكان هو ذاهب؟؟
يختلف الناس في مستوى التفكير وفى الغايات التي تراودهم ماداموا أحياء فهناك من يحيى وفقا لمبدأ ( طعامي وشرابي ونومي وهذا هو المراد) ، وآخر يحي حياة التطلع( فما أن يفرغ من غاية وينالها..ينتقل إلى أختها وهكذا- وهذا لمن يطلق عليه الشخص المنظم وصاحب الطموحات والأهداف- )
إذن عرفنا نبذة سريعة عن هؤلاء الأشخاص..فدعونا نخص بالحديث أصحاب النظام والغايات فلعلنا نكون منهم..أو ننضم إليهم
عندما أحدث نفسي بفرد منظم..فيتسع خيالي لتشمل كلمة نظام كل خير يستطيع أن يفعله الإنسان بطريقة منظمة ، سواء بسواء في كل شيء : علاقات مع الناس..علاقته مع الله..علاقته بنفسه..حرصه على عمله كونه عاملا أو طالبا
قد نجد شخصين متماثلين فيما يؤدون من أعمال ومتطابقين تطابقا غير تام في ظروف الحياة والفرق بينهم أن الأول يخطط لنفسه قبل الفعل . أما الثاني يحيا عشوائيا وعفويا مرتاح البال يؤدى ما عليه في الحياة ومن فترة الى أخرى ينتابه شعور بالملل
- أيهما تحب: تتطلع لحياة مثالية كحياة المنظم؟؟ أم حياة عشوائية كالثاني؟؟ بالتأكيد إجابة العديد ستكون الأول لأنه النموذج القادر علي أن يحيا حياة سعيدة .
كيف تكون سعيدا
- قد اختلف الكثير من الفلاسفة في المشرق والمغرب..قديما وحديثا حول (كيف يحي الفرد سعيدا؟؟ وكيف يبتعد عن الآلام ويحقق كل ما يحب)
فذهب كل فيلسوف بمذهب.. يتسقيم معه حتى أن وصل لمنتصف الطريق وجد عائق كبير..فيختم قوله بـــ ( إن تعددت آلام الفرد بطريقة غير محتملة فليتخلص منها بالانتحار لأنه لا ألم قبل الموت ولا وجود لمن يتألم بعد الموت)
...أي تفكير هذا؟؟
وقد تعددت طرق السعادة عند هؤلاء..لكن لم يذكر أي كتاب أن هناك من توصل إلى السعادة الحقيقة من كل هؤلاء ... أما أن جئنا نتحدث عن لغز هذه السعادة...وكيف يكون حلها؟؟
فنجد مئات من البشر قد تحدثوا عنها وان طريقها واحد لا طريق غيره وهو ( الإسلام مقرون به الإيمان)
هكذا نبدأ.... وهكذا تحدث الكثير
...دعونا نبدأ كيف يكون طريق السعادة والتي يصل إليها الفرد المنظم وصاحب الغايات ..لكن قبل البدء عليك ألا تسخر وتعطى لعقلك إشارات بأنك ستظل غير منظم طول عمرك ، وأن تتوفر لديك النية والرغبة للتطبيق العملي . وفي هذا المقال سنقوم بالتركيز على الجوانب الآتية:
أولا: علاقتك بالله
ثانيا: حياتك تحت ظل الدعوة
ثالثا: عملك
رابعا: علاقتك مع الناس
أولا: علاقتك بالله
تعتبر العلاقة مع الله أهم عنصر في الحياة ولذلك :
تذكر سريعا..لما جئت إلى هذه الدنيا؟؟ وبعد أن عرفت سبب مجيئك...هل علمت أنك راحل في يوم من الأيام؟؟...نعم تعلم..إذن ...كيف ستستعد؟؟...وما تقيمك للمرحلة التي مضت من عمرك؟؟
** إذا كانت لا تعجبك المرحلة التي مضت..فهل تنوى إن تسير على نفس النمط؟؟
- مما لا شك فيه أن الإجابة ستكون بـــ لا
- إذن: ضع ورد محاسبة لنفسك..وضع فيه كل ما تحب إن تفعله من طاعات
ثم قيم نفسك..وضع غايتك...اليوم أفضل من أمس إن شاء الله
أما النقطة الأخرى التي تخص هذا الموضوع ونذكرها بإيجاز
- إذا استيقظت من نومك وبدأت يوما جديدا..فأخبر نفسك بأن هذا قد يكون آخر يوم لك في الحياة
- وإذا أتيت إلى الصلاة..فاجلس بعد الانتهاء وحاسب نفسك ماذا جنيت من الفجر إلى الظهر؟؟ فإذا أتى العصر..فقل لنفسك ماذا جنيت من الظهر إلى العصر؟؟...وهكذا
- وكن حريصا على المدوامة على الاستغفار بعد محاسبة نفسك..
ثانيا: حياتك تحت ظل الدعوة...
كلنا نحيا لأهداف أعلاها إحياء الدعوة ..وكلنا يحب أن يعمل لرفعة دينه وإسلامه وإعلاء كلمة لا اله الله إلا محمد رسول الله .. هذه النقطة.. هي الفرق بين من يحيا حياة الأنعام ومن يحي والدعوة عنده فوق كل شئ .. إذن حدد ماذا تود أن تقدم لدينك؟؟ وابدأ في أي شي بسيط لأنه سيكبر يوما بعد يوم (زيارة أيتام..عمل خيري..صندوق تبرعات..حلقة علم..حلقة قرآن...الخ)
ثالثا:عملك
إذا كنت طالبا...فتذكر قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم" من سلك طريقا يلتمس فيه عملا سهل الله له به طريقا إلى الجنة" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتذكر أن الله يحب إتقان العمل..وأنت عملك هو المذاكرة....
لكن تحديد النية والهدف منها هو الذي يحدد كونك ستذاكر بشغف أو تذاكر لتنجح
لن أزيد في ذلك إلا أن أذكرك: تقدم الغرب علينا لاهتمامهم بمختلف العلوم والمعارف ولنبوغهم وتفوقهم أما نحن فلا نتعلم لكون العلم علما بل لأمضى للعام المقبل حتى أتخرج
وترى وضع العالم العربي والإسلامي....فانظر ما أنت فاعل؟؟!!
- أما إن كنت عاملا (طبيب..مهندس..صحفي..محاسب..مجال الكمبيوتر...مجال الصيانة...أي وظيفة أخرى....)
- عليك الآتي: أولا : لا تنظر لمن يجلس إلى جوارك(بل انظر إلى نفسك على أنك ستظل مقصرا مهما بلغت..لذلك كل يوم ستزيد قوة وعزما على أن تبتكر في المكان الذي اختاره الله لك)
- لا تعمل لكون العمل عملا...بل اعمل لأنك تحب العمل..ولأنك أحد أفراد الطبقة المنتجة في المجتمع
وضع نصب عينيك( عمل+ إبداع= تقدم ورقي سينسب لأمتي)
- أن تكون علما رافعا لوائه ينضم إلى نوابغ وعلماء المسلمين
- للعلم( كل ذلك يتعلق بمدى طموحك وللقمة التي تنظر إليها..فإياك ثم إياك أن تنظر إلى الأسفل لأنك لو نظرت لن تصعد مرة أخرى)
رابعا وأخيرا..علاقتك مع الناس
المسلم إلف مألوف .. يألف الناس ويألفوه ، ولذلك اهتم بعلاقتك مع الناس " أقارب..أصدقاء..معارف .."
فمع الأقارب....عليك بصلة الأرحام فقد وصى بها الحبيب صلى الله عليه وسلم ، ولا تتعذر بمدى مشغوليتك...بل حدد ساعتين في يوم من أيام الأسبوع...تمر فيها سريعا على أقاربك..فتدخل السرور إلى قلوبهم
ثانيا: أصدقاء: ذكر صديقك كل فترة بحبك له( رسالة..هدية بسيطة..ابتسامة في وجهه..وسؤال عنه حين يغيب)
ثالثا: معارف: هذه نقطة مهمة للغاية...عليك أيها المسلم المثالي..وأيتها المسلمة المثالية...أن تسعى لتكوين علاقات وطيدة مع الناس على قدر المستطاع..وان تصل إلى قلوبهم بأسلوب لطيف...
- يمكنك ذلك عن طريق ابتسامة جذابة..مبادرة بالسلام..إظهار السرور عند رؤيته
وأخيرا...تستطيع أن تجمع كل أقاربك أو كل أصدقائك أول كل معارفك...في يوم تتفقون عليه كحفلة الشاي والاحتفال بالصداقة..ويوم الأقارب....
هكذا..نستطيع أن نقول لك
أنت قدوة مثالية...يفخر الإسلام بك...وستكون علما من أعلام المسلمين إن شاء الله
وإذا سألك أحد..أخبرني..من تكون؟؟...فقل له أنت المسلم المثالي صاحب الأهداف وعلم يفخر به الإسلام
فكر..ثم قرر..وبالتأكيد ستغير
هناك 9 تعليقات:
السلام عليكم
ماشاء الله
جزاكى الله خيرا على حسن الطرح ونفع بك وجعل ذلك فى ميزان حسناتك
أبهرنى كلامك ومش عارف اعلق بأيه
بس هقول حاجة واحده إن كل واحد فينا لازم يشوف نفسه فى مرآة صادقة توضحله خبايسا نفسه كويس
يا ريت تزورينا فى المدونة لأن الاغشارة التانية كان فيها كلام كتير
تقبلى تحياتى
ما شاء الله اسلوب منظم وواضح والامثلة كمان فى امكان الكل بس اللى ينفذ
ربنا يكرمك ويفيد بيكى الاسلام
تمنياتى بالتوفيق
جزاكما الله خيرا على مشاركتكما
وقد صدقت يا أخي في أهمية وجود مرآة صادقة..واعتقد أنها موجودة لكن نفوس البشر تتهرب منها حتى تبتعد عن حقيقتها.
أختي موناليزا..التنفيذ ليس بالعسير لكنه يحتاج الى تبييت النية..والبحث عن الذات
مدونه جميله ماشاء الله
ان شاء الله ادوام على زيارتها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي الغالية.. شيماء ...
جزاكي الله خيرا اختي علي ما كتبتيه ..
سعدت بزيارة حضرتك لمدونتي ..
بارك الله فيكي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
جزاكى الله خيرا اختى الفاضله
تحياتى
جزاكم الله خيرا جميعا
أسعدتمونا بمشاركتكم
اختنا الفاضله شيماء
وفى اول دخول لى على المدونه
حقا ً
أوراق ٌ مكشوفه
بالعزة ِ محفوفه
ووللعلاء شغوفه
وفى سبيل الله ِ
موقوفه
..
جزاكم الله خيرا
وتقبلوا مرورى
جزاكم الله خيرا كثيرا
إرسال تعليق