قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: "إغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك". ...
بدأ الحديث الشريف بالتوصية على إغتنام مرحلة الشباب قبل الهرم...قد نتسآءل لما تعتني الأوطان بالشباب وتوليهم رعاية خاصة؟؟ ولما تكرث وسائل الإعلام إهتمامها بالبرامج الشبابية؟؟....كل تلك الأسئلة نجد إجابتها عند دراسة تجريبية لحياة أحد الشباب.
يعد الشباب من أهم المؤثرات الساطعة في شمس الحياة..وبديهي لتمتعهم بالقوة والقدرة معا عن غيرهم من المسنين والأطفال,فيستطيع الشاب القيام بما يستند فيه إلى قوته وصحته,وإلى عقله أيضا..لكننا إذا انحدرنا مع منعطف الحياة فنتيقظ على إختلاف إستخدام الشباب لقوتهم وتوظيفهم لمهاراتهم حسب العصور,
فحينما نستمع إلى قول العالم في شباب الهجرة وأيام الغزوات مع الحبيب صلى الله عليه وسلم يتخلل لدينا شعور بأن الشاب المسلم قديما كان على ثغر من ثغور المسلمين,أما إذا سكبنا الماء على وجهونا لنستيقظ على الواقع المرير فنرى أصناف عديدة من الشباب, قد نقول هي حارقة كلهيب الشمس ,لكننا لن ننسي ولن ننكر حقيقة وجود شباب أبطال,فعندما تحاول فهم تفكير أحدهم تجد من يولي الأغانى الهابطة والأفلام المخزية والتسكع مع الفتيات عناية خاصة وغاية أسمي,وإذا انتقلنا إلى آخر فتقرأ على وجهه قوله تعالى "سيماهم في وجوههم من أثر السجود....",ذلك رفيق كتاب الله وحبيب السنة النبوية.
لم يخطئ الدعاة والخطباء حينما نهضوا ينادون على نواة المجتمع قائلين: أيها الشباب أنتم أمل الأمــــــــــــــــــــة..,ولم يخطئ قديما الخطباء حينما هبوا كريح عاتية يخطبون في الشباب لإيقاظ مشاعرهم وتحريك وجدانهم ليدافع كل منهم عن قبيلته, ولم تخطئ القبيلة قديما حينما اتخذت من الشاب القوي الشجاع مصدرا للفخر والتغني ببطولاته وأمجاده.
حقيقة الأمر" الشباب بين اليوم والأمس"
اذا انهمك أحدكم في البحث عن روح الشباب أيام الماضي وأيام الحاضر..وإلى أى اتجاه يصوب الفتى روحه وعاطفته,تجد آلاف القصص والحكايا بين اليوم والأمس,ثم اذا استخدمت المنهج المعياري لتوازن بينهما لوجدت إختلافا شديدا وثقبا متسع حال بين من قضي نحبه وبين من لم يزل في رحلته.
شباب الأمس...كلمة نذكرها في الحفلات الوطنية وذكرى الشهداء,أيضا في شعر الفخر وهجاء العدو,فطن أنت اذا فهمت أني أقصد بالأمس..الأمس القريب والأمس البعيد..أمس النبى صلى الله عليه وسلم,فنجد مثالا على ذلك سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقود جيشا جرار وهو أصغر المجاهدين وخلفه رجال وشيوخ..حقا إنه لشئ عجيب..أتفوق روحه الجهادية وقدرته كــــل من خلفه؟؟!!!,كما نجد علماء وفقهاء وفلاسفة ...ثم اذا انتقلنا إلى العصر الأندلسي وهو فنجد طفلا باكيا سأله أحد الجواسيس المتخفيين عن سبب بكائه فأجاب..منعني أبي من المشاركة في الغزوة..!!!أبطال كثيرون لا يتسع الوقت والعقل لسردهم فنختم بأعزهم بدينه..صــــــــلاح الدين الأيوبي"نؤثر الصمت إجلالا له.." مع غيرهم من العلماء وأعلام المسلمين كابن النفيس والحسن ابن الهيثم والخوارزمي والشافعي...إلخ.
- شباب اليوم والأمس القريب: أولئك أنواع كثيرة وأصناف عديدة,منهم القوي اذا حاولت زعزعته عن غايته فكأنما تزعزع جبلا..ومنهم الفتاة الرضيعة !!! ومنهم الهائم على وجهه يضرب في الأرض حيثما شاءت قدماه.كما يتقلص في زماننا حجم الإهتمام بالعلوم والمعارف عن السابق.
..الأمس القريب نخص بهم أهل القدس الحبيبة"البطل يحي عياش..وآيات الأخرس..ووفاء إدريس..وريم الرياشي.....إلخ" فيفخر الإسلام بهم, وغيرهم الكثير من علماءنا الأفاضل.
..أما عن اليوم فتتعدد فيه الأقوال ,فقد اختلفت اهتمامات الشباب من ملبس مخزى,ومن زمالة مخجلة,ومن موديلات للشعر غريبة حقا فقد انقلبت الموازين,
-لكن مهما يكن مازال وستستمر وجود نجوم من المسلمين في الظلام الدامس لتنير للأمة طريقها وتأخذ بثأرها وترفع علمها قائلة( الله أكبــــــر),وتستمر الحياة كعادتها بوجود من يسخر من القوي اذا نطق بالحق..فيبدب اليأس في نفوس البعض,وتتوحد الرؤيا عند الأقوياء,ووجود من يترنم بقول"بحبك يا بلادي..بس وانا نايم",مع ذلك تسطع في سماء الوطن علماء .. منهم"الدكتور أحمد زويل والدكتور زغلول النجار"
وأخيرا...سؤال يطرح نفسه: ترى هل منكم أيها الشباب من يحمل هم دعوته فلا يهنئ بغمضة عين حين يستكين لحال الإسلام والمسلمين؟؟
أم تنتظر أن يأتي العلم الأجنبي إلى الوطن رافعا إياه فوق أرضنا..فتقول أين شباب المسلمين؟؟
أنت شاب من شباب المسلمين...أنت أمل الأمـــــــــــة وأمل غزة والقدس والعراق وكل أرض تحت وطأة الحصار وتحت وطأة أخطر غزو(الغزو الثقافي والفكري).
وأخيرا...سؤال يطرح نفسه: ترى هل منكم أيها الشباب من يحمل هم دعوته فلا يهنئ بغمضة عين حين يستكين لحال الإسلام والمسلمين؟؟
أم تنتظر أن يأتي العلم الأجنبي إلى الوطن رافعا إياه فوق أرضنا..فتقول أين شباب المسلمين؟؟
أنت شاب من شباب المسلمين...أنت أمل الأمـــــــــــة وأمل غزة والقدس والعراق وكل أرض تحت وطأة الحصار وتحت وطأة أخطر غزو(الغزو الثقافي والفكري).
"إحزم أمتعتك..وشد عزيمتك...وهيا إلي هجرة الهوى من خلف قضبان النفس..إلى حيـــــــاة الجهاد...حتى تصل إلي أمل المسلم"الفردوس برفقة الحبيب صلى الله عليه وسلم"
فأنت المسلم لا كذب..
فأنت المسلم لا كذب..