الجمعة، 27 فبراير 2009

الرحـــلات الإجبـــارية..!!



عندما تضيق الدنيا بالناس بسبب كثرة المشاغل والضغوط..يقومون بالتخطيط لرحلة مع الأصدقاء أو ربما مع الأهل,يشتمّون فيها هواءً نقيا,أو ربما يُتِيحون لأنفسهم فرصة التفكير وتحليل المهام,

هذا ما كنت أظنه..

لكني تعرفت اليوم على نوع جديد من الرحلات:


(الرحلات الإجبارية)

حيث تأخذك الرحلة من باب غرفتك مجبرا إلى المكان التي تحدده وفقا لما تختاره هي لا أنت..

لا تعطيك أدنى فرصة لتكلم أصدقائك أو تدعو أحدهم..فهي تريدك أن تبقى وحدك

تزيدك عذابا عندما تجبرك على التنزه وسط الناس..لكن بروحك وحدك..حيث الشعور بالغربة والأسى وسط الناس

تجبرك على أن تضحك وتضحك وتسأل عن أحوال هذا وتحل مشكلة هذا..ولكن في قلبك ألف علامة استفهام وأنا؟؟؟؟


تبكي وتنشدها بالله أن تأخذك إلى حيث مرسى العودة..فتأبى إلا أن تتركك وحيدا وتخبرك بأن الرحلة غير محددة الوقت,

شئت أم أبيت..لم يحن وقت العودة بعد..

ترى ماذا يفعل هذا الرجل المسكين في رحلته المظلمة هذه؟

حائر هو..هائم على وجهه..لا يعرف أين ولا من ولا متى!!



كيف نساعد صاحب هذه الرحلة المجبرعلى إنهاء رحلته إذا كنا أصدقاؤه ورأيناه بهذه الحالة يحلق بعيدا في كون آخر مليئ بالآلام والآمال؟


فكـــم من زورق لعبتـــــ بـــه الأمـــــواج ثــم رســـــى

الثلاثاء، 10 فبراير 2009

عصيــر دم..فاتـــح للشهيـــة



يوم عاصف..مصحوب برياح شديدة,صوت مفزع مصدره تلك الرياح العاتية التي تكاد أن تكسر نوافذ المنزل,
في ساعة متأخرة من الليل يطرق الباب شخص غريب بعنف,ترددت كثيرا في الفتح فالبيت خال تماما من أفراده..ولكن زادت الطرقات عنفا..ففتحت الباب..وإذ بامرأة عجوز تقف في وجهي...يرتسم على وجهها ملامح الكآبة والحزن..وتُدلل نحافتها على ذلك

دخلت المرأة..وفي لحظات من الصمت هممت أن أتمتم ببعض الكلمات سائلة عن هذه الحالة المريبة...لكنها قاطعتني بصوت متضجر تطلب مشروبا باردا..فبدت علامات التعجب على وجهي"في مثل هذا الوقت والطقس مشروب بارد؟" قطعت عليّ شرود الذهن طالبة إليّ الإسراع

هرولت إلى المطبخ..لكن كما كان البيت خاليا من أفراده سواي..فإن الثلاجة خالية من محتواياتها سوى زجاجة عصير مكتوب عليها"عصير دم فاتح للشهية..وفي الأسفل(مضر بالصحة)"

خجلت كثيرا من ذلك..لم أدر ماذا أفعل!!..فقد تذوقته عدة مرات لكني شعرت بمرارة غريبة تطوق طعمه..لحظات حاسمة وقد تصرخ المرأة مرة أخرى

استسلمت للواقع..وخرجت بالزجاجة والكوب أجُرُّ أذيال الخيبة خلفي..وما إن أفرغت العصير في الكوب حتى شفطته تلك السيدة شفطة واحدة..

(دقيقة ونصف)....
تغيرت ملامحها بالكامل
سعادة وسرور تعتلي وجهها الذي أصبح مشرقا..أخبرتني عن إعجابها بذلك المشروب..وأخذنا نتبادل أطراف الحديث,,

ثم نظرت لي نظرة حادة..تحولت بعدها من عندي إلى الزجاجة الفارغة
وكأنها تطلب أخرى غيرها

خفق قلبي بشدة..فلست في حالة رضا..فأنا على علم بضرر ذلك المشروب
..لكني كذبت نفسي ومضيت لأحضر غيره


وأنا في طريقي..سرت خطوة..فالأخرى..فالأخرى حتى تجمدت أقدامي..وكأنني قعيدة عن الحركة..لم أر سوى سوادا من حولي..ويد سوداء تتطاير أطرافها كلهيب النار قاااااادمة بسرعة جنونية نحوي..صفعة قوووووية وخفقان القلب يزداد..

سقطت من الفزع

يد أخرى بسرعة أقووووى..وشكل تقشعر له الأبدان..نحوي ـــــــ نحوي

1

2

اقتربت
ثلا

ثلا

استييييييييقظت فزعة من النوم" نهجاااان شديد وبكاء متواصل"

ثم تهيّئ لي صوت يهمس عن قرب" دعي العصير..فإنه يفتح الشهية(لجلسات الغيبة والنميمة ومجالس اللعب والكلام الفارغ)..لكنه ذو أضرار بعيدة وقريبة ..طويلة وقصيرة المدى..حيث حالات الإكتئاب والملل القاتل بعد مدة من شربه"فكله دماء ملوثة وملطخة بذنوب ومآسي وأعراض الناس"

فإنه فاتح للشهية أولا
لكنه في النهاية..يصيب صاحبه بعسر الهضم

نهضت من مكاني..سكبت ماءً باردا على وجهي بعد هذا الكابوس المزعج

لكني تعلمت منه دروسا وعبرا

فالعبرة ليست بسعادة النفس وارتياحها لما تحب أن تتحدث فيه..وهو ضار بالقلب

ولكن علمت أن دوائي في غير هذا العصير...

ـــــ فسلام عليك..إخرج من بيتي

انتهى
(خيال لا واقع..للوصول للفكرة فقط)